عبد العال البنداري يكتب: القمح بين الحوافز وسلاح العقوبات!

عبد العال البنداري يكتب: القمح بين الحوافز وسلاح العقوبات!

استغلال الغذاء كسلاح دون مراعاة لأخلاقيات الحروب مع إستمرار الحرب الروسية الاوكرانية ادي الي تفاقم أزمة الغذاء وزيادة آثارها السلبية على الاقتصاديات العالمية، وتبعاتها من مخاوف الجوع خير دافع على ضرورة أن تكون الدول على أهبة الاستعداد لتدبير احتياجاتها وتوفير الغذاء لمواطنيها محليًا في حال تعثر الإمدادات العالمية خاصة في أوقات الحروب والأزمات.

وأثبتت الأزمات والكوارث الطبيعية والبشرية، التي يعاني منها النظام العالمي، أن الزراعة هي الملاذ الآمن للدول والشعوب فمن يملك الغذاء يملك الحياة، خاصة مع اتجاه العديد من كبريات الدول المصدرة للحبوب إلى خفض صادراتها مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، علمًا بأن روسيا وأوكرانيا يوفران 30% من احتياجات العالم من القمح.

رئيس مجلس إدارة شركة الصوامع الحكوميةفي مصر “كمال هاشم”، أكد أن وردات القمح بلغت 4.1 ملايين طن من القمح المحلي منذ بداية موسم التوريد وحتى الآن، وأن كميات القمح المتوفرة حاليا تكفي حتى نهاية 2022، لكن مصر هي أكبر دولة عربية مستوردة للقمح؛ لذلك تعرضت موازنتها لضغوط كبيرة جراء ارتفاع أسعار القمح بصورة كبيرة، وارتفاع أسعار القمح عالميا ادي الي تحمل الدولة المصرية 3 مليارات دولار أعباء إضافية.

 

 

لكن قرار حظر تداول القمح المحلي الذي يمنع المبيعات إلى أي جهة غير حكومية غير كاف لتحقيق ما تستهدفه الحكومة لتوريد ستة ملايين طن من من القمح المحلي هذا العام ويجب وضع حوافز إضافية واعلان أسعار ضمان علي الأقل أزيد من الأسعار العالمية حتي نصل إلي اكثر من سبعة ملايين طن قمح في الأعوام القادمة.

الخبز الذي ننتجه من القمح نسميه في مصر (بالعيش) أي من المعيشة فالرغيف ليس له اهمية غذائية فحسب بل أهمية اجتماعية وساسية جعلت جميع حكومات مصر تعمل جادة علي تأمين احتياجات المواطنين من الخبز سواء من الإنتاج المحلي أومن الواردت بأسعار مدعومةوالقمح كان عماد الزراعة في مصر منذ عصور الفراعنة وأول مخزون غذائي استراتيجي من القمح بمفهومه الحديث قامت بانشائه الدولة المصرية، كما صورها القرأن الكريم في سورة سيدنا يوسف وانذاك كانت مصر عماد الأمن العذائي في منطقة الشرق الأوسط.

حيث لجأ إليها مواطنو الدول المجاورة للحصول علي الغذاء وكانت مصر موردة للقمح للدولة الرومانية وظلت مصر مكتفية ذاتيا من القمح الي بداية الستينات حيث استوردت مصر 25% من احتياجاتها، وكان المخزون الاستراتيجي تناقص الي حد الخطر فاستنجد الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك بالرئيس السوفيتي خروشوف الذي أمر أحد البواخر الحاملة للقمح من أستراليا إلي روسيا بالتوجه الي المواني المصرية لإنقاذ الموقف وتخفيف الضغوط الأمريكية والغربية عن مصر وعبد الناصر .

وأخذت معدلات التدهور في الاكتفاء الذاتي في التزايد حتي وصل هذا المعدل أدناه وكان كل رغيف من القمح المحلي في الثمانينات يقابله أربعة أرغفة من القمح المستورد حتى أدركت الحكومة المصرية خطورة ذلك وظهر اتجاه وطني لحل تلك المشكلة العويصة المتعلقة بحياة الشعب المصري واستقلالية قراره السياسي وسادة نبرة قوية ان من لايملك قوته لا يملك قراره .

واستطاعت مصر من خلال استرايجية واضحة ترتكز علي البحث العلمي واستطاع علماء مركز البحوث الزراعية بقيادة ابو القمح في مصر والعالم العربي الدكتور عبد السلام جمعة رئيس قسم بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية من إنتاج أصناف عالية الإنتاجية أعطت لأول مرة 30 أردب للفدان في تحقيق الامن الغذائي المصري وتحقيق مايزيد 55% من احتياجاتنا من الخبز خاصة بعد تدخل وزير التموين الأسبق رحمة الله عليه الدكتور أحمد جويلي والذي قاد مشروع خلط القمح بالذرة والذي حقق نجاح كبير في ذلك الوقت وادركت الحكومة المصرية اهمية سنابل الذهب المصري هذا العام.

وكنا نستورد حوالي 40%من احتياجاتنا من القمح من روسيا واوكرانيا بحوالي 250دولار للطن الواحد وبعد حرب روسيا واوكرانيا وتوقف واردات القمح من هاتين الدولتين ارتفعت اسعار القمح الي 500 دولار للطن الواحد في 18,6جنيه للدولار في 500 يساوي حوالي 9300 جنيه للطن أي بمايعادل 1400جنيه مصري للأردب الواحد للقمح المستورد في حين تقوم وزارة التموين باستلام القمح المحلي من المزارعين بحوالي 885 جنيه فقط لاغير.

ومع ذلك وزير التموين بيهدد من ان الذي لايورد12 اردب عن كل فدان سيحرم من الاسمدة المدعمة وسيتم تغريمه بضعف ثمن الأردب الذي لم يورد لكن الافضل أن تقوم الحكومة باستلام القمح بالأسعار العالمية لتشجيع المزارعين علي توريد كل حباية قمح وزراعة كل شبر من ارضه من سنابل الذهب وتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي من القمح.

 كما أننا ننتج 30% فقط من تقاوي القمح عالية الإنتاجية التي تعطي إنتاجية حوالي من 20 إلي 26 اردب للفدان يعني لو تم انتاج 70% من تقاوي القمح عالية الإنتاجية وتوزيعها علي مزارعي القمح لحققنا اكتفاء ذاتي من القمح بمايزيد علي 70% ووفرنا عملة صعبة واصبحنا في مأمن من مخاطر ازمة عدم توفر إمدادات القمح بعد حرب روسيا وأوكرانيا ورفص الهند وغيرها بيع القمح لتوفير الامن الغذائي لشعوبهم.

أخبار متعلقة

اختيار المحررين

الأكثر قراءة