لانستطيع أن ننكر حجم المعاناة التي يعيشها المواطن المصري ؛ وثقل المسؤلية التي يحملها رب الأسرة علي كاهله لاسيما هذه الأيام ؛ وكثيرون اعتادوا أن يتوقف حلمهم عند قوت اليوم ودفع قيمة الدروس الخصوصية لأبنائهم .
لكن المواطن نفسه صاحب الطموح المحدود والنظرة القاصرة لايستطيع أن ينكر الانجازات التي تتحقق علي أرض الواقع في ملحمة هي الأولي من نوعها في التاريخ .
يراها عندما يسافر لقضاء مصالحه من جنوب مصر متجها إلي القاهرة عبر شبكة الطرق الحديثة التي تغيرت معالمها وكأنك في أحدي العواصم الأوروبية
وكنا نعاني أشد المعاناة عندما تجد سيارات النقل الثقيل بسرعتها المجنونة ومخدرات سائقيها، فتحدث الكوارث وتزهق الأرواح ويرتوي الأسفلت المهشم بدماء الأبرياء.
اليوم يشعر المواطن بالأمان والراحة عندما اقتربت المسافات ؛ بين الشمال والجنوب ؛ بين أرض الفيروز سيناء الحبيبة والقاهرة بسبب شبكة الطرق والأنفاق التي حققت الحلم المستحيل.
مايتم إنجازه في مصر من مشروعات الطرق وتبطين الترع والإعمار في معظم صحاري مصر، سوف يتوقف أمامه التاريخ في مرحلة فارقة ليس فقط في مصر، بل يشهدها العالم مرحلة احتار فيها الاقتصاديون بكل نظرياتهم وتحليلاتهم، وهم يتعجبون في أمر هذا البلد .
تبعات فيروس كورونا التي دمرت اقتصاديات أعتي الدول، ولم يلتقط العالم أنفاسه حتي خيم شبح الحرب الروسية علي أوكرانيا وروسيا، وما حدث من تبعاتها علي ارتفاع الأسعار وعجز الاقتصاد عن مواجهتها .
كل هذا في وقت لم تتوقف تلك المشروعات عن مسيرتها واكتمالها .. ليبقى السؤال : من أين تأتي الحكومة بأموال لتلك المشروعات ؟!، لكن نسي السائلون أن الإدارة الحكيمة في أي دولة هي من تحقق المستحيل وتقهر التحديات مهما كانت قاسية ونحن علي ثقة أن مصر سوف تعبر نحو الجمهورية الجديدة بما يزيدها عمارا وتنمية ؛ وأنها سوف تهزم كل مخطط لتوقف مسيرتها .. عاشت مصر قيادة وشعبا .
سعيد فؤاد كاتب صحفي بمؤسسة الأهرام
